فتاوي رمضانية
هل يلزم الإمام أن يختم القرآن في صلاة التراويح خلال شهر رمضان؟ وما رأيكم في بعض الصائمين الذين يكون همهم ختم القرآن ولو
كان دون تدبر؟
حيثُ إن شهر رمضان أنزل فيه القرآن، وحيث كان جبريل عليه السلام يدارس النبي [ القرآن في رمضان ليلاً، فإن لهذا الشهر خصوصية
بالقرآن؛ لذلك ندب الإكثار من تلاوة القرآن في هذا الشهر، وشرعت فيه صلاة التراويح جهرًا، وذكر العلماء أنه يكره الاقتصار في
التراويح على أقل من ختمه؛ بل يحرص الإمام أن يختم بالمصلين في هذا الشهر ختمة أو أكثر.
وقد كان الأولون يختمونه عدة ختمات، فقد أدركنا من يختم في القيام ثلاث ختمات بقراءة متأنية مرتلة مجودة ولو أطال الصلاة، فيقرأ
أحدهم في ليالي العشر كل ليلة خمسة أو ستة أجزاء، وفي العشرين الأولى يختم مرة، ولكن في هذه الأزمنة ضعفت أكثر الهمم وغلب
الكسل، فلذلك رأى بعضهم الإسراع بدون تدبر حتى يختم مع التخفيف، والأكثرون يقتصرون على نصف ختمة أو أقل، والمستحب أن يختم
ختمة كاملة مع التأني والتدبر، ولو زاد في مدة الصلاة ربع ساعة أو نصف ساعة، ورغّب الجماعة في هذه العبادة، وذكر لهم ثواب
الصلاة وفضل استماع القرآن وتدبره، وحثهم على البقاء مع الإمام حتى ينصرف ليكون لهم أجر قيام ليلة.